×

احضن طفلك عند خوفه…

احضن طفلك عند خوفه…

جابر إبراهيم – jaberibrahim.blogspot.com

في احدى حصص السيرة النبوية العطرة، قراءة و نقاش و تدارس… كانت لنا وقفة مع نص شق الصدر الذي كان على الراجح في السن الرابع أو الخامس للرسول صلى الله عليه و سلم و عند السيد حليمة رضي الله عنها. و معلوم أهمية السنوات الأولى في بناء شخصية الانسان، و خاصة إذا كان الأمر اعداد النبي الذي هو أعلى مستويات البشر (فهو النموذج و القدوة و الرسول المُبلغ …).

جاء في النص التي تتحدث فيه السيدة حليمة السعدية رضي الله عنها عن خبر الرضاع في بادية بني سعد، فتقول ” فَبَيْنا هو [ يلعبُ ] وأَخُوهُ يومًا خلفَ البُيُوتِ ، يَرْعَيانِ بَهْمًا لَنا ؛ إذْ جاءَ [ نا ] أَخُوهُ يَشْتَدُّ ، فقال لي ولأَبيهِ : أَدْرِكَا أَخِي القُرَشِيَّ ، قد جاءهُ رجلًانِ فَأَضْجَعَاهُ وشَقَّا بَطْنَهُ ، فخرجْنا [ نَشْتَدُّ ] ، فَانْتَهَيْنا إليهِ وهوَ قائِمٌ مُنْتَقِعٌ لَوْنُهُ ، فَاعْتَنَقَهُ أبوهُ واعْتَنَقْتُهُ “

شد انتباهي فعل السيدة حليمة رضي الله عنها أن احتضنت واعتنقت محمدا صلى الله عليه وسلم قبل أي فعلا آخر أو كلمة…

هذا الاحتضان والالتزام مهم و وسيلة و سلوك  تربوي صحي، ويظهر ذلك جليا عندما نعرض سلوكات أخرى نفعلها عند خوف الأطفال، مثلا :

  • الاقتصار على الكلام دون لمس أو اتصال جسدي،
  • استخدام الكلام المنطقي، من قبيل ‘لا يوجد أي سبب حقيقي للخوف’، ‘لا يمكن أن تخاف إلى هذه الدرجة’…
  • التوبيخ المباشر، فأحيانا لكثرة حرصنا ومشاعر خوفنا على الطفل والتفكير فيما يتبع ذلك الموقف الخطير من مشاكل يجعلك تضرب أو تصرخ في وجه الطفل…

قد يحدث أن نتعامل مع الأطفال بإحدى هذه الأساليب، لأننا بشر، و خاصة الوالدين، تؤثر فينا المشاعر و عقلانية الكبار و لكن نحاول أن نجعل أسلوب الاحتضان في سلوكنا التربوي عند خوف الطفل أو في حالات التوتر، و ذلك بمحاولة التخلق بهذا الخلق. و التخلق يكون بالوعي و الممارسة.

ثم إن أسلوب الحضن بشكل عام، دون حالات الخوف، هو مهم و رائع للطفل و المربي كذلك…

جاء في السيرة النبوية مشاهد عديدة يلتزم الرسول صلى الله عليه وسلم فيها أبناء المسلمين و كذا أصحابه (يلتزم و كأنه يعانق بكل جسده). عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن رسول الله التزم الحسن بن علي، فقال اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه، وقال أبو هريرة فما كان أحد أحب إليَّ من الحسن بعد ما قال الرسول ما قال.

و جاء في مقال على موقع الجزيرة أن العناق يساعد طفلك على النمو بشكل أكثر ذكاء وصحة وسعادة وأكثر مرونة وقربا من الوالدين. ووفقا للمؤلفة والطبيبة النفسية فيرجينيا ساتير “نحن بحاجة إلى أربعة عناقات في اليوم من أجل البقاء، وإلى ثمانية يوميا من أجل إصلاح ما تم إفساده، وإلى 12 عناقا يوميا كي ننمو”… فكم ينال أطفالنا و أقاربنا من حضن في اليوم أو في الأسبوع ؟

إرسال التعليق

You May Have Missed