التقويم التربوي – تحديدات مفهومية-ذ. أحمد رزيق
ذ. أحمد رزيق – المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، الدارالبيضاء، المغرب
يعدُّ التّقويم التّربوي من أهم المحطّات التعليمية المعتمَدة في الرّفع من جودة التّعليم وتحسينه، كما يُعدّ العنصرَ الأساس الذي يوَضِّح ويُظهر نتائجَ التّحصيل المدرسي للمتعلمين(ات) بمختلف مستوياتهم الدّراسية، كما يقوم بقياس جودة وفاعليّة المدرسين(ات) في تعليم وتربية المتعلمين(ات)، وصقلِ قدراتهم ومهاراتهم، وتحديدِ جوانبِ القوّة لديهم لتعزيزها وتوجيهها، وجوانبِ الضّعف لمعالجتها؛ وعليه فلا بدّ من العناية بهذا الجانب عنايةً تامّة؛ لِمَا له من تأثيرٍ بيِّن على جميع الأطراف المشاركين في العملية التّعليمية التّعلميّة.
1- التقويم في المعاجم العربية
-التقويم في اللغة يطلق على معان منها: التعديل، والتوجيه، والتحسين، والتنظيم، والتثمين.
– قال الرازي في مختار الصحاح: “الاستقامة: الاعتدال، يقال: استقام له الأمر، وقوله تعالى:﴿فَٱسۡتَقِيمُوٓاْإِلَيۡهِ﴾([1])،أي: في التوجه إليه دون الآلهة، وقوّم الشيء تقويما، فهو قويم، أي: مستقيم… والقَوام -بالفتح- العدل، قال الله تعالى:﴿وَكَانَ بَيۡنَ ذَٰلِكَ قَوَامٗا﴾([2])، وقَوَام الرجل -أيضًا- قامته وحسن طوله، وقِوام الأمر -بالكَسرِ- نظامه وعماده، يقال: فلان قِوام أهل بيته… وهو الذي يُقيم شؤونهم.”([3]).
– وقال ابن منظور: “…والقيمة ثمن الشيء بالتَّقْوِيم، تقول: تَقاوَمُوه فيما بينهم… ويقال: كم قامت ناقتُك؟ أي: كم بلغت؟ وقد قامَتِ الأَمَةُ مائة دينار، أي: بلغ قيمتها مائة دينار”([4]).
2 – التقويم في المعاجم التربوية
-عُرّف التقويم بتعريفات كثيرة، نذكر منها ما يأتي:
– التقويم (evaluation): “هو تقدير الجهود التربوية والتعليمية التي تبذل لكي تتحقّقَ الأهدافُ المرسومة، بهدف الكشف عن مدى القرب أو البعد عن الأهداف، بحيث يكون المدرس، أو المفتش، أو العاملُ التربوي على العموم على بصيرة بمدى النجاح الذي تحقّقَ، ويتضمّن ذلك معرفةَ قيمةِ الأنشطة التي تُخطّطُ وتُنفّذُ، وإصلاح ما فيها من قصور، وتحسينها لزيادة فاعليّتها، ويجب أن تتوفر في التقويم شروطُ الارتباط بالأهداف: الشمول، الاستمرار، التعاون، وصلاحية الأدوات”([5]).
– أو “هو عملية إصلاحٍ تقوم على جمع البيانات أو المعلومات المتعلقة بالمتعلم فيما يتصل بما يعرفه أو يستطيعُ فعلَه، ويتمُّ ذلك بالعديد من الأدوات مثل ملاحظة التلاميذ أثناء تعلّمهم، أو تفحص إنتاجهم، أو اختبار معارفهم و مهاراتهم، يرافق التقويمُ التعلمَ في مختلف محطاته ويوجهه، وييسّر مهمة المتعلّم في تملك الكفاءات المستهدفة”([6]).
– أو “هو عملية تقرير قيمة الشيء أو كمّيّتِه، وهدف التقويم هو الحكم الموضوعي على العمل المقوَّم، صلاحا وفسادا، نجاحا وفشلا، بتحليل المعلومات المتيسّرة عنه، وتفسيرها في ضوء العوامل والظّروف التي من شأنها أن تؤثر على العمل، والتقويمُ عملية وزن وقياس تتضح بها عواملُ النجاح ودواعي الفشل، أي: إن التقويم عملية جمع معلومات عن ظاهرة ما، وتصنيف هذه المعلومات أو البيانات وتحليلها وتفسيرها، سواء أكانت كمّية أم كيفية.
– ويهدف ذلك كله إلى إصدار الحكم أو القرار بقصد تحسين العمل، كما يتضمن أيضا معنى التحسين والتعديل والتطوير، الذي يعتمد على هذه الأحكام في ضوء الأهداف المنشودة”([7]).
– و”يعتبر التقويم جزءا لا يتجزأ من العملية التعليمية التعلمية؛ لأنه الموجه لمسار التعليم والتعلم الهادفين إلى تحقيق النتائج الإيجابية، من خلال تتبع عمل التلاميذ، ومساعدتهم على التطور والارتقاء في مدارج التعلم والتحصيل، فهو إجراء تصحيحي لكل مكونات العملية التعليمية التعلمية، وهو أداةٌ لاختبار قيمة وفعالية ما نعلمه، وكيف نعلمه، وبأية وسيلة يتم هذا التعليم، وهو وسيلة لتحسين التعليم وتوجيهه في ضوء ما قد يلاحَظ من ثغرات، وهو إجراء لاتخاذ قرارات تربوية دقيقة ومضبوطة بخصوص العمل التربوي”([8]).
– نستنتج من التعريفات السالفة أن التقويم التربوي يقوم على أمرين أساسيين هما:
أولا: تقدير الجهود المبذولة في المنظومة التعليمية؛ من أجل قياس مدى تحقيقها للأهداف والكفايات المنشودة.
ثانيا: فحص المتعلمين(ات) وقياس أعمالهم وقدراتهم ومهاراتهم؛ من أجل تعزيز مواطن القوة، وإصلاح مواطن الضعف.
– كما نلاحظ أن المفهوم الاصطلاحي للتقويم التربوي يتداخل مع المفهوم اللغوي من عدة جوانب؛ إذ إنهما معا يدلان على التعديل والتحسين والتوجيه والقياس.
3 – أنواع التقويم
– يحدّد كثير من الباحثين والمهتمين بالشأن التربوي أنواعا عديدة للتقويم، لكن الذي يعنينا كثيرا هو الأنواع التي حددتها البرامج والتوجيهات التربوية الخاصة بمادة اللغة العربية بسلك التعليم الثانوي الإعدادي، لسنة 2009 في القسم الرابع، وهي ثلاثة أنواع رئيسية :
التقويم التشخيصي: هو إجراء نقوم به في مستهلّ عملية التدريس؛ من أجل الحصول على بيانات ومعطيات حول قدرات وميولات ومعارف المتعلمين(ات) وتمثلاتهم القبلية؛ لبناء وضعيات مناسبة تحقق الأهداف المنشودة من العملية التعليمية التعلمية، في بداية كل درس، أو كل وحدة من وحدات البرنامج الدراسي، أو بداية السنة الدراسية .
كيفية إنجازه:
-يلجأ المدرس(ة) إلى أسلوب التقويم التشخيصي في الأسبوع الأول من انطلاق السنة الدراسية، من خلال أنشطة تقويمية تهدف إلى تعرف المستوى المعرفي والمهاري للمتعلم؛ قصد وضع خطة منهجية لتنفيذ مقتضيات البرنامج.
– يعتمده المدرس(ة) بداية كل حصة للوقوف على المكتسبات القبلية للدرس السابق، ومدى تحكّم المتعلمين(ات) في أهدافه.
– يمكن للمدرّس اعتماد أسئلة شفهية، أو تمارين كتابية قصيرة، أو أسئلة اختبارية في مدة زمنية قصيرة ومحددة .
– يحدّد المدرس(ة) المعارف والمهارات التي يلزم توافرها لدى المتعلمين(ات) لتؤهلهم لاكتساب التعلّمات اللاحقة .
– يقوم بفحص وملاحظة أداءات المتعلمين(ات)؛ لتحديد نوع التدابير اللازمة لاتقاء الصعوبات وتقديم الدعم المطلوب .([9])
التقويم التكويني: هو إجراء عملي يصاحب العملية التعليمية التعلمية من بدايتها إلى نهايتها، وهو عبارة عن وقفات آنية وعاجلة تتخلل الدّروس والأنشطة، وتستهدف الوقوف عند درجة تتبع المتعلمين(ات) لها، ومدى مواكبتهم لمجرياتها، والتدخل آنيا لتصحيح مواطن التعثر، ويُعد كلٌّ من كرانباشGranbach،وسيريفيانSeriven،-حسب الدكتور عبد الكريم غريب- أول من وظفا المفهوم بحثا عن سبل تجعل التقويم جزءا من سيرورة العمل التعليمي، والنظر إلى الأخطاء كمفتاح لحل المشكلات .([10])التقويم الإجمالي: هو إجراء يهدف إلى فحص حصيلة التعلم واختبارها في نهاية كل حصة، أو وحدة، أو أسدوس، أوسنة دراسية؛ بغرض إصدار حكم، ومنح درجات استحقاقية للمتعلم، وبذلك ينقسم إلى ثلاثة أصناف:
الصنف الأول: التقويم الذي يكون آخر الحصة، أو الوحدة/المجزوءة، أو آخر الأسدوس، وهو تقويم مرحلي؛ لأنه يقوّم المتعلم في مرحلة معينة.
الصنف الثاني: التقويم النهائي، ويكون آخر السنة، والغرض منه إصدار حكم عام على المتعلم بالنجاح أو الرسوب .
الصنف الثالث: التقويم المرتبط بشهادة، ويكون آخر سلك من أسلاك المنظومة التعليمية([11]).
4 – أهمية التقويم وأدواره
– يحقق التقويم بأنواعه الثلاثة جملة من الأهداف، باعتباره أداة لضبط العملية التعليمية وتجويدها، ومن أهم هذه الأدوار:
- تمكين المدرّس من كشف مؤهلات المتعلمين(ات) ومكتسباتهم السابقة .
- يساعد على توقع الصّعوبات مسبقا، والعمل على تفاديها .
- معرفة درجة مواكبة المتعلم(ة) للدرس الجديد .
- معرفة المدرّس(ة) لنوع الصعوبات التي تواجهه، وتقييم مجهوده وتصحيحه.
- إمكانية تمييز الفروقات الفردية بين المتعلمين(ات) .
- فحص مدى تحقّق الهدف من الدرس، والحكم على نجاعة الوسائل المعتمدة .
- تثبيت التعلّمات في أذهان المتعلمين(ات) .
- تصحيح مسار العملية التعليمية التعلمية، بسبب التّغذية الراجعة التي يقدمها التقويم للمدرس(ة) والمتعلم(ة) .
- الدعم وتقديم الحلول الناجعة التي تعين على تجاوز التعثرات([12]) .
– وهكذا، فمن خلال الأدوار التي ينهض بها التقويم، تتحدد أهميته والغرض منه في كونه جزءا لا يتجزأ من العملية التربوية، يرمي إلى التحسين، والتصحيح، والتجويد، واتخاذ قرارات تربوية دقيقة ومضبوطة، حيث لم يعد مجرد حكم على المتعلم(ة) بالفشل أو النجاح، بل هو فعل لكشف الثغرات، وترشيد الجهود، وتكييف الوسائل، ومراجعة طرق وأساليب التدريس؛ لتحقيق أفضل النتائج .
5 – آليات التقويم
– ليقوم التقويم بالمهمة المنوطة به، لا بد من آليات وأساليب متنوعة ومتعددة؛ نظرا لاختلاف الأهداف والأغراض من عملية التقويم، وكذا تنوع وضعيات التعلم وما يرتبط بها من حيثيات الزمان والمكان وظروف المتعلمين(ات)؛ لذلك يصبح من الصعب جرد كل التقنيات والأساليب المعروفة والمتعارف عليها في باب التقويم، وسوف نكتفي بالإشارة إلى أهمها:
أوّلا: الملاحظة: ويُقصد بها ملاحظة المدرس(ة) لمسار المتعلمين(ات)، من خلال مشاركتهم داخل الفصل الدراسي، وطرح الأسئلة، والتواصل، والحضور، والانضباط .
ثانيا: التمارين التطبيقية: إنّ إنجاز التمارين كما هو وارد في الكتاب المدرسي -مثلا- يقدّم للمدرس(ة) مشيرات على مدى استيعاب المتعلمين(ات) لتعلمات الدرس .
ثالثا: الخلاصات: كأن يطلب المدرس(ة) من المتعلم(ة) تلخيص أهم ما راج في الحصة، مع إبداء رأيه الشخصي، وبذلك يتمكن من فحص حسن تتبعه، مع إقداره على مهارة التعبير عن الرأي.
رابعا: الحوار المفتوح: وذلك كأن يترك المدرس(ة) للمتعلمين(ات) مجالا لتلقي أسئلتهم واستفساراتهم حول الأمور التي لم يستوعبوها مثلا.
خامسا: التكاليف الفردية أو الجماعية: وذلك من خلال ما يكلّف به المدرس(ة) المتعلمين(ات) من تكاليف فردية أو جماعية داخل الفصل أو خارجه .
سادسا: العروض والمشاريع: قد يكلف المدرّس(ة) المتعلمين(ات) أو بعضهم بإنجاز عرض أو مشروع بحث في قضية ما، أو ظاهرة معينة؛ ترسيخا للتعلم الذاتي، والاعتماد على القدرات الشخصية في بناء التعلمات، وتطوير المهارات .
سابعا: المراقبة المستمرة: هذه المراقبة قد تكون شفهية، وقد تكون كتابية؛ وذلك أن المتعلمين(ات) منهم من يكون متميزا في الجانب الشفهي، ومنهم من يكون قويا في الجانب الكتابي، ومنهم من يملك المهارتين؛ لذلك يُستحسن أن ينوِّع المدرس(ة) أساليب التّقويم، (السؤال الكتابي، السؤال الشفهي، سؤال متعدد الاختيارات، سؤال مفتوح، سؤال الصواب والخطأ، سؤال مغلق…)؛ حتى يكون التقويم شاملا ودقيقا وموضوعيا .
ثامنا: الامتحان: ويكون عبارة عن اختبار لما درسه المتعلم(ة)، يستحضر فيه جوانب المعرفة والمهارة([13]).
6 – مواصفات أداة التقويم
-يمكن إجمال شروط أدوات التقويم الرامية إلى تحقيق أحسن النتائج، وتجنب ما يمكن من السلبيات فيما يلي:
الصدق: المقصود به هو أن الأداة تقيس ما صممت له، فإذا صممنا اختبارا يُقوّم قدرة المتعلم في مهارات محددة، فيجب أن يقيس فعلا مدى تمكّن المتعلم من إجراء هذه المهارة مثلا.
الموضوعية: وتعني عدم تأثر نتائج الاختبار بالعوامل الشخصية للمقوّم، واحتكامه إلى معايير واضحة
ومحددة في تحليل وتفسير نتائج الاختبار وأداة التقويم([14]).
الثبات: والمقصود به أنه إذا ما أعيد إعطاء الاختبار لمجموعة متكافئة من المتعلمين(ات) فإنه يعطي نفس النتائج.
الشمولية: وهي أن النتائج التي تتيحها الأداة التقويمية لا تقتصر على هدف أو بعد واحد في شخصية المتعلم(ة)، بل تتعدى ذلك إلى الأبعاد الثلاثة للشخصية([15]).
المطابقة: تتحقق عندما تطابق الوضعيات الاختبارية المحددات الواردة في الأطر المرجعية للمستويات الثلاثة التالية:
- مستوى الكفايات والمهارات.
- مستوى المضامين والمحتويات المعرفية.
- مستوى شروط الإنجاز([16]).
([3]) زين الدين الرازي، مختار الصحاح، تحقيق: يوسف الشيخ محمد، المكتبة العصرية – الدارالنموذجية، بيروت – صيدا، الطبعة الخامسة، ص 263؛ وينظر: أحمد بن فارس، معجم مقاييس اللغة، تحقيق: عبد السلام هارون، دار الفكر، طبعة 1979م، ج5/ص43.
([4]) جمال الدين ابن منظور، لسان العرب، دار صادر – بيروت، الطبعة الثالثة، ج12/ص499، وينظر: أحمد بن فارس، معجم مقاييس اللغة، ج5/ص43.
([5]) المعجم الموحد لمصطلحات الإشراف التربوي (إنجليزي – فرنسي – عربي)، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، مكتب تنسيق التعريب، الرباط، 2020، ص30.
([6]) المعجم التربوي، إعداد: ملحقة سعيدة الجهوية، إثراء: فريدة شنان، ومصطفى هجرسي، تصحيح وتنقيح: عثمان آيت مهدي، ص61.
([7]) معجم المصطلحات التربوية والنفسية، إعداد: أ.د. حسين شحاتة، و أ.د. زينب النجار، مراجعة: حامد عمار، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، الطبعة الأولى، ص130-131.
([8]) البرامج والتوجيهات التربوية الخاصة بمادة اللفة العربية بسلك التعليم الثانوي الإعدادي، غشت 2009، ص35.
([9]) ينظر: المصدر السابق 35.
([10]) ينظر: عبد الكريم غريب، الكفايات واستراتيجيات اكتسابها، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، الطبعة الثانية، ص199.
([11]) ينظر: سعيد حليم، المدخل إلى علم التدريس، أستاذ التعليم العالي بالمدرسة العليا للأساتذة بفاس، السنة الجامعية 2012 – 2013، ص121.
([12]) ينظر: صلاح الدين محمود علام، القياس والتقويم التربوي والنفسي، أساسياته وتطبيقاته وتوجهاته المعاصرة، دار الفكر العربي، الطبعة الأولى، ص39؛ ودليل الأستاذ: مرشدي في اللغة العربية، للسنة الثانية من التعليم الثانوي الإعدادي، مطابع أفريقيا الشرق، الطبعة الأولى 2004، ص134.
([13]) ينظر: سعيد حليم، المدخل إلى علم التدريس، م.س. ص122.
([14]) صلاح الدين محمود علام، القياس والتقويم التربوي والنفسي، أساسياته وتطبيقاته… ص29.
([15]) مركز نون للتأليف والترجمة، التدريس طرائق واستراتيجيات، نشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية، الطبعة الأولى، ص219.
([16]) ينظر: ياسين سلين، الدليل المختصر في علوم التربية والبيداغوجيا، إعداد: مطبعة نيميريك وجدة، ص61.
إرسال التعليق