×
مسرح الطفل

المسرح، ما هي فوائده القيمة في البناء التربوي للطفل

المسرح هو شـــكل مـــن الأدب يتضـــمن فكـــرة أساســـية وأحـــداث يقـــدمها المؤلـــف المســـرحي عـــن طريــق تجســيد الشخصــيات والمواقــف المختلفــة، وذلك بهدف إحداث التغيير الإيجابي في السلوك-أحمد نبيل.

وقد نلاحظ تراجع المسرح في ثقافة الطفل واهتماماته، بسبب حضور أساليب جديدة أكثر إثارة كالشاشات خصوصا. كما أن كثيرا من المباشرين للأنشطة التربوية لا يستخدمون المسرح كوسيلة تربوية، رغم أنه نشاط متكامل وفعّال ومفيد لتكوين الأطفال.

لكن يبقى المسرح أحد أهم الوسائل التربوية والترفيهية التي تساهم في تنمية شخصية الطفل وتطوير مهاراته المختلفة. سواء كان الطفل متفرجا أو على الخشبة، فالمسرح يحقق للطفل تفاعل مهم مع الفكرة والنص والأحداث… وبهذا التفاعل يكتسب الطفل العديد من الفوائد النفسية واللغوية والتربوية التي تؤثر إيجابًا على نموه وتكوينه الاجتماعي.

في هذا المقال، سنستعرض بعض الفوائد المهمة عندما يشارك الطفل في المسرح:

الفوائد النفسية للمسرح عند الطفل:

  • تعزيز الثقة بالنفس، حيث يساعد المسرح الطفل على التفاعل مع الجمهور والتعبير عن نفسه بالكلمات والحركات، وتقديم أدوار لشخصيات مختلفة. وهذا ينمي لديه الثقة بالنفس ويكسر حاجز الخجل.
  • تنمية المهارات الاجتماعية، المسرح هو عمل جماعي لإخراج نص إلى مشاهد، وهذا يساهم بقوة في تحسين قدرة الطفل على التعاون والتفاعل مع الآخرين وقبول التوجيه والملاحظة، مما يعزز مهاراته الاجتماعية والتواصلية.
  • التعبير عن المشاعر وتخفيف التوتر، رغم أن المسرح يتبع نصا معينا إلا أن هناك مجال واسع وحرية في التعبير، وهذا يساعد الطفل على فهم مشاعره والتعبير عنها بشكل صحي و وسيلة فعالة لتفريغ الطاقة السلبية، و هذا أمر جد مهم في التوازن النفسي والعاطفي.
  • تعزيز الانضباط والالتزام والتركيز، حيث يتطلب العمل المسرحي التزامًا ببعض التقنيات والصبر على تكرار المشاهد لتكون في إخراج جميل واحترام أصحاب الخبرة والتجربة، مع أهمية حفظ النصوص و ترتيب المشاهد.

 الفوائد اللغوية للمسرح:

  • تحسين النطق والقدرة على التعبير، لأن تكرار الحوارات وأداء الأدوار يساعد في تحسين مخارج الحروف وطلاقة النطق لدى الطفل. كما يعزز وضوح صوته وقوته التعبيرية.
  • توسيع الحصيلة اللغوية، يتيح المسرح للطفل فرصة التعرف على مفردات جديدة وتعلم تعابير لغوية متنوعة، خاصة وأنه يكررها بصوت عال وبحركات تربط الكلمة بالمشاعر، مما يثري معجمه اللغوي.
  • تعزيز مهارات القراءة والكتابة: غالبًا ما يكون المسرح مبنيًا على نصوص مكتوبة، مما يشجع الطفل على القراءة ويساعده في تحسين مهارات الكتابة بمحاولة محاكاة النصوص التي يجسدها.
  • فرصة لتعلم اللغات الأجنبية، يمكن أن يكون المسرح وسيلة ممتعة لتعلم لغات جديدة من خلال التفاعل مع النصوص والشخصيات المختلفة. و خاصة أن الطفل يكرر جملا في مواقف و تفاعل يجعله قادرا على فهم المصطلحات و التعابير ثم حفظها.

فوائد تربوية أخرى للمسرح في بناء الطفل:

  • تعزيز القيم الأخلاقية والسلوكية، يقدم المسرح قصصًا تحمل رسائل تعليمية وأخلاقية، مما يساعد الطفل على الوعي بالقيم والتفاعل معها ومن ثم فهمها وتطبيقها.
  • تعليم حل المشكلات واتخاذ القرارات، حيث يتيح المسرح للأطفال توسيع مداركهم ومهاراتهم و ذلك من خلال التعامل مع مواقف مختلفة في بيئة آمنة، مما يعزز قدرتهم على حل المشكلات واتخاذ القرارات المناسبة.
  • تعزيز التعلم التفاعلي، لأن المسرح يربط بين التعليم والتجربة العملية و التفاعل، مما يجعل التعلم أكثر جاذبية ومتعة للأطفال.
  • تنمية روح القيادة والمسؤولية، ذلك أن المسرح يمنح الأطفال أدوارًا تتطلب قيادة وتوجيه الآخرين، مما يساعدهم على تطوير مهارات القيادة وتحمل المسؤولية.
  • تعزيز الوعي الثقافي والتاريخي، الكثير من النصوص المسرحية تكون قصصا من التاريخ أو مواقف من المجتمع في سياق خاص. مما يمكن الأطفال التعرف على الثقافات المختلفة والتاريخ، كما يوسع آفاقهم ويزيد من وعيهم المجتمعي.

كيفما كانت كفاءات أو مؤهلات الطفل، المسرح ورشة فعالة ومحبوبة لأنها كاللعبة. ويمكن للمربين اعتمادها كوسيلة لاكتشاف الأطفال وعلاج بعض التحديات والصعوبات، دون الاقتصار فقط على الأطفال الذين يظهرون مهارات الالقاء و التعبير  و حرمان البقية من هذه التجربة البناءة و الماتعة. و من خلال تشجيع الأطفال على المشاركة في المسرح، نقدم لهم بيئة غنية تساعدهم على النمو المتوازن، سواء على المستوى العاطفي أو الاجتماعي أو اللغوي أو التعليمي. لذا، من الضروري دعم الأنشطة المسرحية في المدارس والمراكز الثقافية لتعزيز هذه الفوائد وتحقيق أقصى استفادة منها.

إرسال التعليق

You May Have Missed